الجمعة، 8 مايو 2009

الزواج بأجنبي

في قريةٍ تعجُّ بالعصبية ، كان هناك عائلة تحفل بالقرآن تلاوةً وحفظاً وتجويداً ولم ينقصهم من الدنيا شيء إلا أن رب العائلة لايحمل جنسية البلد الذي يقيم فيه فهو أجنبي عنها لكن طلب الرزق هو ما جاء به إلى هذه القرية النائية وعَمِلَ فيها مُعلِماً ثم تاجراً حينما لم يحصل على تجديد عقد التعاقد وجلس يعمل وترك بلده الذي جاء منه ، وكان يسكن جاراً له رجل كريم ، يقدمه على أبنائه في المقام والمأكل والمشرب والمنشط والمكره ، حتى جاء ذلك اليوم الذي خارت قوى ابنة الجار وأخذت بالانتفاض وخرج منها صوت غريب ، وأخذت تتكلم كرجل !! دهش أهلها وأخذوها للشيخ الأجنبي لعلمهم بإجادته للقرآن وتمكنه ولم يكن بيد الأهل حيلة غير هذه ، قرأ الشيخ الأجنبي وقرأ واتضح أن بها مسّاً من الجن وقام أهلها بالتردد والاختلاف لهذا الرجل حتى شُفِيَت وكانت حينها ابنة الربع قرن ، وتتنفس قوة وجمالاً .. ومرت السنون وكلما جاء خاطب للبنت رفض الأب العجوز لأمور تافهة من أمور المهور أو لأنه ليس من قبيلتنا وفصيلتنا .. وفي يوم من الأيام ، أخذ الله العجوز إليه وبقيت البنت العانس تتلفت يميناً وشمالاً لاتنوي إلا الصبر على المصيبة التي حلت بها

دخل الأخ ورأى حال أخته وقد شارفت على سن اليأس ، وقال مضمراً في نفسه : لن تقعدي بإذن الله وطفق إلى أبناء قريته وعشيرته وقال : أما فلانة فإنكم تعرفونها حق المعرفة وكنت لاأستطيع الكلام لأن أبي له الكلمة الفصل بالبيت والآن ، من أراد أختي على سنّة الله ورسوله فليتقدم وإني ممهلكم ثلاثة أيام وإن لم يتقدم أحد منكم لخطبتها فسأزوجها للشيخ فلان وهو أحق بها إن تركتموها عانساً !! إما أن يتزوجها أحدكم وإلا فلا تقولوا هذا أجنبي ولايصح في عرفنا وعاداتنا أن تزوجها لشخص أجنبي .. قد أبلغتكم وهذا ما لديّ ..

مرت الثلاثة أيام ولم يأت أحد يطرق الباب ، قال لأخته : سأزوجك بالشيخ فلان ، ماذا تقولين ؟ سكتت ولم ترد ، قال : إذاً على بركة الله

أقيم حفل الزفاف ودخل بها وأرسلت لأخيها بهدية عرفاناً له ، وهي الآن أم لأولاد ..


أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق