السبت، 8 مايو 2010

الحب له شروط

الحب له شروط

(1)
تسيطر على الشبكة العنكبوتية من قبلك ومن قبل الأنظمة التابعة لك .
حاجباً الموقع الذي (ينشر غسيلك وغسيل الأمم العظمى !!) .
ومثيراً للحنق ضد المتدينين والناشطين من أجل الحق والعدل والإنسانية .
ومتجسساً على المدونين القائلين كلمة الحق ..
ومجتثاً بطائراتك وعملائك الصحفيين الأحرار الذين يبحثون عن الخبر فقط دون أدلجة كما كنت تصورهم لنا هوليودك الشريرة .

(2)
تتهم دولتهم بالإرهابية .
وتكذب كذبتك السخيفة بأنك ستأتي لتحررهم بقتل زعيمهم .
تأتيهم وتقتل رجالهم وشيوخهم وعلمائهم وتزني بنسائهم وتملأ بطونهن بمائك القذر وتفعل بالشباب فعلة قوم لوط وتظهرهم على شاشات العالم كله .
وتمشي مخلفاً وراءك عميلاً وذنباً لك و(دكتاتوراً جديداً!!) .

(3)
تروّج لهم الديمقراطية وحرية الرأي والحرية الشخصية .
وتعتقل من يؤمن بالديمقراطية حقيقة ويعمل بها من خلال ثقافته ومبادئه !!
وتكمم أفواه من ينتقد تطبيقاتها أو من يعادي الاحتلال العسكري والفكري والاقتصادي والاجتماعي ..


(4)
الحب له شروطه ، وأنتم لا تعلمون ما هو الحب إذا نظرتم إلى الشرق الإسلامي والسني بالتحديد ، من العجيب أن تسمع بعضهم يقول : لماذا لا يتحاور أهل الأديان ؟! ولماذا لا يحب بعضهم بعضاً ؟!!
كيف تريد مني أن أحبك وأنت تصفعني على خدي وإذا أردتُ أن أتألم أو أبكي حتى ، أقبلت على فمي تكممه ، وتصرخ بي بأن لا أصيح من ألم الصفعة ، ولا أخرج دمعة واحدة ، وتطلب مني أن أبتسم وأضحك !! يا ذا العقل ..!! كيف لأحدهم أن يتلقى لكمات في وجهه ولا يتوجع وتعجبُ منه أن لا يضحك !!
قانون الحب يقتضي غير هذا يامن تحبني !! المحب لا يأتي بجلباب جلاّد ، يقتل وينتهك الحرمات ويدنس ويهدم المقدسات ويصفع و يلكم ويرفس ويتوقع أن يحبه المقابل !!



أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

الأحد، 2 مايو 2010

لا داعي للثورة

لا داعي للثورة


إن كنت حراً كصاحبي الذي سيأتيك خبره ، فإنك لن تسكت أبداً ، لن تسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق الطبقة الكادحة (الغائبة عن الإعلام العربي إلا ما يناسب المترفين ولا يضر بمصالحهم) ، وستستشيط غضباً إن قُتِل الأطفال أو حوصِرَ شعب أعزل فقير ينهشه أهل المصالح الإقليمية أو بان لك إهمال الدكاترة في الجامعات والمعلمين في المدارس والجراحين في المستشفيات ، ستطالب بحق الضعيف الذي لا يملك إعلاماً وتطلب من الجهات القضائية والتنفيذية أن يأخذ المجرم حقه من النكال .

أما إن كنت غير ذلك فستدفن نفسك وسط السواد الأعظم لا تتميز عنه إلا ربما بكثرة الصمت الذي يحسب حكمة أحياناً !!

* * *

صاحبنا الحر .. لن يهدأ في حياته وستصبح حياته صخباً وضجيجاً ، وأحداثاً يغلب فيها (الأكشن) ، وسيلتف حوله الجبناء ممن لا يستطيعون القول والفعل ويهتفون باسمه في الخفاء ، وتترصد له أجهزة الأمن حتى السي آي إيه ، وهنا يصبح الرمز عند البؤساء والبسطاء وتؤلهه مجازاً إحدى التيارات الفكرية حتى يكون مطلوباً من أم الحكومات المستبدة (لسنا مضطرين لتسميتها لأنها أشهر من الفرزدق وعباس بن فرناس !!) ، حينها يكون صاحبنا إرهابياً .. من أتى برأسه ؟! فله من النقود ما ينسى بها الفقر وسنيه .

* * *

وفي هدأت الليل وهجوع الناس .. يضج الحي الذي يسكنه ذاك الذي لا ندري ما نسميه (رمز ، حر ، إرهابي ، متطرف) بأصوات تنبيه سيارات الأمن مولولة على حاله وموقظة جيرانه من مضاجعهم .. ماذا حدث ؟! ما الخطب ؟! ياللهول !! الرمز يركبه ضباط المخابرات في إحدى سياراتهم وينطلقون به .. إلى أين ؟! العلم عند الله .. ربما طلبه الرئيس ليكافئه على بيانه للحق من غير أن يخاف في الله لومة لائم أو جهاز تسجيل !!

ومكث الرمز في سجنه عقوداً ، بعدما كان المُدَوِّن الذي لا يهاب !! وأصحاب المدونات ينظرون له بفخر وإجلال وغبطة ، لا يتكلم في أمره أحد ولم يزره أحد بل نسيه الناس إلا أهل بيته ، وذهبت القضية التي يدافع بها عن حقوق المستهلكين لأنظمة السياسيين ، بل لم يطالب أحد الناشطين الحقوقيين بحقوقه كمعتقل ..

وصار الناس يقولون لأبنائهم ناصحين : (انظروا .. هذه عاقبة من يخالف الأوامر ، كلوا عيش ياولاد) فيرد أحد الأولاد : (بابا ، بس هوَ ماعملش حاجة غلط ، هو يدافع عن حقوقنا ..) ويرد الأب : (آآآيوه يافالح !! يابختك المايل ياحسني ، قلت إييييه ! عايز تصير حر أنت كمان ! غور معاه فستين داهية ، أهوه عشان تخف المصاريف شويا)



أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com