الأربعاء، 13 مايو 2009

هيهات هيهات أن أنام ..



وضعت رأسي المنتفخ والمثقل من تفكير طويل على وسادتي .. التي لا تمانع من أن أرويها دمعي كل ليلة ، تفكير في أمور شتى ، من الأحلام إلى الأمنيات .. وقبل ليلتي هذه بسنين ، لم أستطع النوم بمجرد الاضطجاع على الفراش وبات الأرق رفيقاً لي في كل ليلة .. جالس عند رأسي لا يزال بي يمنعني من النوم ، يحدثني عن الهموم والاحتياجات والشواغل والمشاكل وكلما انقلبت لجهة تبعني وأقلقني بصوته الناخر في أقصى مخيخي .. ولكم بكيت حزناً من بعد الأمل ، وتنهدت كلما رأيت عريساً وإن كان مسناً أو شاهدت أطفالاً يسكنون أحضان آبائهم ، كنت أرى بعض المتزوجين وهم ينسلّون من مجالس الأنس المتتابعة وأشعر أنهم انسلوا من سعادة يستأنسون فيها مع أحبابهم لسعادة أكبر وأكثر منها ، ولا مقارنة ، وأقرأ (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وأقف عندها ، وتلوح في خاطري كلما فكرت في غير ما أحل الله وأقول لنفسي مدعِّماً روح المجاهدة فيها : لن أبتغ وراء ذلك إلى أن ألحَّد ولن أبتغ وراء ذلك كي لا أنسلخ من إيماني - مع قدرتي على تلك الفحشاء - فإنه لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ويحاول الرجيم (الذي يجري مجرى الدم مني) تذكيري بتلك الفتاة التي لمحت عيونها الفاتنة فجأة وأنا أتسوَّق للعيد وأني رجعت للسيارة ولم أكمل تسوّقي وانزويت فيها أعالج قلبي الطائر خفقاناً وروحي تكاد تخرج من هول ما رأيت !! وأكاد أصرخ بأعلى صوتي ، لِمَ هذا الشقاء الذي نحن فيه ..؟! لماذا لا يتزوج الشباب وينطفئ ما قد يشتعل من رؤية خاطفة ، ولا نجعلهم يفكرون بغير زوجاتهم ، الذين ربما يحاولون عمداً إلى الوصال ويدمنون الشات ومشاهدة الأفلام .. والكليبات ويهتوون المعاكسات والابتزاز .. والإجرام العاطفي بكل صوره ، لأنهم لم يجدوا ذلك في الحلال الذي أحله الله .


مازالت تساؤلات ذلك الأرق وإلحاحاته المبعثرة في ذهني ، ليس لها جواب عندي ، وأستأذنكم في عرض بعضها لعل ذي لب يجيبني عليها أقصد يجيبه ، وقد شُغِلتُ بها سني مراهقتي وشبابي .. لماذا لا تبلغ أباك عن رغبتك البالغة في الزواج وأن الصبر بلغ مداه ..؟! ما العائق من زواجك ؟ أالنقود هي العائق الرئيس أم رأي الأهل في أن لا تتزوج إلا ممن يريدون أو ممن ينتسبون ؟ لماذا لا يزوجك أهلك وأنت تخطيت الخط الفاصل بين المسؤولية واللامس ... وبين العبث والعقل والتطفل على غيرك إلى الاعتماد على نفسك ؟ لماذا لا تبوح بالحقيقة عندما يمازحك أباك في أمر الزواج ؟ لماذا ، بقوانينا الغير مكتوبة نجبر الشاب على حمل الغريزة على الأقل عشر سنوات ولا يجد تصريفاً لها ، ويطول عناؤه مع طول بطالته ؟ وسيطول في حين رغب انتظار وظيفة تليق بشهادته ، والزواج ليس عائقاً إن كان مقتدراً أيام دراسته وبطالته ، كما إن كان لا يرغب في إكمال دراسته ولا يحلم بوظيفة معينة ، ليتوظف ولو براتب قليل نسبياً ، ويبني أسرته ويريح دماغه وبدنه من 90 % من التفكير والطاقة الزائدة ، وكذلك الفتاة ، لماذا لابد لها أن تكمل دراستها منتظمة كل يوم تداوم (تقوم من نومة الصباح الهنيئة وتسرح شعرها وتلطخ وجهها بكريمات ومك أب وتدور على شباصاتها ..) وتأخذ مقعد وتزاحم الأخريات ، توافق على الشاب - صاحب الدين والأخلاق - عندما يطلب يدها كما يقولون على سنة الله ورسوله وتقطع خطوات الشيطان الكثيرة .. وتكمل دراستها بما يسمى نظام الانتساب أو المنازل ، ومنها تنسى بنات الإعجاب (بالمرة) ، عفواً عن الاستطراد الغير مقصود .. نكمل الأسئلة ؟! لماذا المهور مرتفعة وكأني سأشتري عقداً من لؤلؤ ؟! لو أذهب مع (النوخذة) وأغوص وأحضر اللؤلؤ كان أرحم لي من تعقيدات الزواج ، على الأقل (أموّل) معهم وأفرح كأي رحلة .. ، لماذا لا ندعم كل راغبي الزواج بدلاً من إنفاقها في شراء لاعب بأربعين أو خمسين مليوناً ، كم تزوج شاباً هذه الأربعين مليوناً ؟!! أو إنفاقها في إنتاج فيديو كليبات وأفلام تثير غرائزه وفقط ، أو في شراء البعير الأجمل في عام 2009 مصيبة ..


قبل أن تجيبوا على الأسئلة التي لا يعرفها الآباء قطعاً !!! ، أذكر أني سألت صديقاً لي عن علاج للأرق فدلني إلى أن أمشي حتى أتعب ولا أجيء لفراشي إلا والتعب قد أخذ مني حظه أو أحاول الضحك على الشيطان بكثرة الاستغفار ! أو أقرأ كتاباً من مقررات الدراسة .. ولا ألجأ للعقاقير .. قلت له : هذه مسكنات ، تخفي العرض ويبقى المرض بعبعاً يطاردني بل لا يفيد على الدوام ..


هل من مجيب عن أسئلة شاب يتعفف عن الخنا ويريد إحصان فرجه وإن لم يكن متديناً ، وُضِعَت العراقيل والعوائق أمامه كي لا يبني عشاً صغيراً يعيش فيه ويهنأ ؟!

- تنبيه : هذه السطور لا تعبر عن رأي الكاتب بالضرورة ، ولكنها تعبر بالتأكيد عن معاناة حقيقية للشباب والشابات (يا حبة عيني على الشباب ، يموتون ولا يحس بهم أحد .. ) .




أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com

الجمعة، 8 مايو 2009

لا .. لا .. لا


(1)
أراد الإصلاح وقمع الفساد .. لما اتهموه بالإرهاب وإنباته .
وضيقوا عليه ، إما الحرب وإما التطبيع والخنوع ..
نظر إلى الناصحين من حوله ولم ينوي السماع منهم .
اتخذ بطانة من اليهود والنصارى أو ممن لا يقلون خطراً من المنافقين .
وضع يده بيد أعدائه .. ووقَّع على ما أرادوا وما لم يتوقعوا .
انصاع لنصائح البطانة من وأد الخير ونفش الباطل ..
ولم يعاقب عربيداً ولا أثنى على حافظ للقرآن .
تحوَّل البلد من السيء للأسواء عبر التاريخ .
ضاعت القيم والمبادئ وتجرأ الفأر على القط والقط على الكلب .
وعض أصابع الندم على زوال حكومته وبكى كالمعتمد


(2)
سَمِعَت وتسمع كل ما يقال حولها .. من دعاوى التحرر والتفسخ ..
أعجبتها الأوهام .. !! لجمال تغليفها أو لنفسها المهزومة أمام الأمم الراقية !!
أنصتت للمداحين .. وقد تعلم أنهم لا يريدون إلا نهشها ..!!
وتبنَّت الفكرة ..!!!!
وطارت في مهب الريح ..
وزالت كل الأحلام المزعومة ..
واكتشفت أخيراً أنها مخدوعة ..!!!!


(3)
تعرض عليه سيجارة .. أو شراباً مشكوكاً فيه .
يقولون له : لن تكون رجلاً إن لم تقبلها أو تشرب !!
يدمن التدخين أو يبدأ في التعاطي .. لئلا تنكسر رجولته !!
تأخذه دوامة الضياع ..
ولا يرجع لعقله ويحاول الاستشفاء إلا بعد سنين .. وسنين .
ويصحو على حياة مدمرة كالعابث بقنبلة بجواره وهو نائم .


(4)
كل هؤلاء وغيرهم من الذين لا يستطيعون أو يستصعبون قول : لا .. تلو لا .. سوف يخسرون في حياتهم أضعاف أضعاف ما سيتحملونه لدقائق من آثار تلك الكلمة الجميلة في وقتها وموضعها ..
كل هذا الضياع والسقوط من أجل أنهم لم يقولوا : لا .. لا .. لا .. ويصرون على آرائهم عن عقيدة وقناعة .. ولم يقولوا للخير نعم ..
.. قولوها يا أحبتي وارتاحوا .



أ‌. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com


لجينيات

عتاب ..


ماذا تتوقع ..؟!


(1)
غبي ..
جبان ..
كذَّاب ..
عديمُ الإحساس و المبالاة ..
لا يحب إلا ذاته ..
في عقله وتفكيره خلل .
(هكذا وصفه أبواه)


(2)
حقير ..
خبيث ..
يحب الأفلام ناسياً الدنيا كلها عند ابتداء فيلم .
يسبب الفتنة وينسل منها ..
لا يمشي خطوة واحدة إلا ومن ورائها مصلحة ..
يتلَّون كالحرباء .
(هذا رأي زملاء دراسته وحيه)


(3)
انتهازي ..
لا يتعاون مع زملاء عمله ..
لا ينجز العمل في وقته ..
جاسوس للمدير .
متشبع بالأفكار الغربية ..
(نظرة زملاء عمله عنه)


(4)
صاحب تلك الأوصاف الظاهرة وغيرها من الصفات الخفية ، في شخصيته وأطوار حياته ..
تم تعيينه في مرتبة عالية !! أو تسلم قيادة إعلامية أو قيادة اقتصادية أو اجتماعية أو .. أو ..
لعدم معرفة المسؤولين بصفاته .. بدس من يختبر معدنه ، والكشف عن سيرته ومدى نزاهته ، واكتفائهم بالظاهر فقط ..
وصار مسؤولاً عن الآلاف من البشر .. بين عشية وضحاها .
ماذا تتوقع منه ؟! (راح يفرجها بعد الله يعني ؟!)




أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com


المقال موجود في بوربوينت
http://www.rofof.com/4frpqs15/Madha_Ttwq3.html
مفارقات عربية 3


مرة أخرى نقطف لكم من كل بستان زهرة لكنها زهور واقعنا وحالنا ، نشاهد من خلال المفارقات التالية بعضاً من الواقع العربي ونحاول رؤية أنفسنا أكثر واقعية وحيادية :


- يطلق العالم كل فترة صاروخاً إلى الفضاء بغرض سلمي أو عسكري أما نحن نطالع الأخبار وفقط .
- عند تسلمه المنصب الكبير وصفته وسائل الإعلام بالرجل المناسب في المكان المناسب وما حدثت مشكلة ما ، انهالت عليه اللعنات من الشعب وأقيل من منصبه .
- يعلمون أن الأفكار الغربية إذا استولت على عقول الناشئة ستدمر المجتمع كله ولم يصرخوا ضده بأن لا نريد شيئاً يخالف ديننا ولا يجتهدون في تعليمهم خطرها ويحذرونهم .
- الشعب يخاف من بطشه ، وهو يخاف من ثورات الشعب وانقلاباته ومظاهراته ورفضه الخفي له .
- حتى آخر امتحان له في الجامعة يغش ويحاول الغش ويصب غضبه على من تجرأ من طلابه على الغش .
- يطرده من بيته ويصعر له خده وهو من بكى حتى يستدين منه .
- لا يبتسمون بوجهه بعد أن ناهز البلوغ وقد كانوا يجدون أنسهم في مضاحكته وليداً .
- يمتدح عالماً واحداً بأنه حجة الإسلام والقوي في تخصصه ويذم كل الباقين لأنهم يخالفون هواه .
- أوسع ابتسامة في وجه المسؤول ، والبسطاء لهم السب والشتم .
- الغربيات يتمنين العيش في ظل المسلمين ونساؤنا لا يأبهن بالحجاب ويتمنين بالعيش في الغرب .
- كل جدران المدينة يسودها بتوقيعه ويجن إن كتب على جدار منزله .
- تجيبك المرأة عن كل سؤال تسألها وتعلمك عن أي خبر لكنك لا تستطيع خداعها بمعرفة كم مضى من عمرها .
- الكتاب الديني لا يفسح ، ويمنع نشره والكتب الحاملة للكفر والفساد والأمراض الاجتماعية ، لا تمنع إلا بعد نزولها للأسواق ولا تسحب كذلك و يكتفى بالتنبيه فقط .
- لم تعجز مبادئنا وعلومنا وعقولنا عن التنظير والتطوير والنقد .. ولن تعجز ، وإذا أردنا التطوير لا نرى تنظيماً أجدر من تنظيم الغرب !
- عند شرائها لملابسها الداخلية تخجل أن يرافقها أباها أو أخاها ولا تستحي من البائع .
- يحاولون تثبيطه وتخذيله عن أمره العظيم وحينما يصل مبتغاه ، يتحسرون على أن لم يفعلوا مثلما فعل ، ويمتدحونه بأنه أعقل أو أذكى أو أصبر منهم .
- يخطط للهروب من المدرسة كل يوم مع رفاقه في المرحلة الثانوية ولا يخرج من الجامعة حتى تنتهي كل محاضراته .
- يشتم الحكومة وينتقدها في كل فعل وإن التفتت إليه وألقمته قطعة سكر ، طار يمدحها في الآفاق .
- يحاول لفت أنظار الفتيات في السوق بتميعه ولبسه (الفانتازي) وحركاته ولا يعلم أن الفتاة العربية لا تحب إلا الرجل والرجل -بكامل صفاته- .
- يكتب في الصحافة معقباً وناقداً ومحللاً ومنادياً ولم يعرف بموته غير أصدقائه وأهله ولم تفتقده الجماهير التي كان يخطب ودها ويظن أنهم سيموتون كمداً برحيله .
- يتمنى أن يكون متديناً كامل التدين ولم يسع جدياً يوماً ما إلى تحقيق أمنيته .
- يسافر لأوروبا ويبذخ ويسرف ليُرى وكأنه من الأثرياء وهو من استدان من زميله أو اقترض من البنك أو قعد عند باب مسجد أو صراف عدة أشهر حتى يسافر .
- يقول لا يحق لنا الفرح بالعيد وفلسطين مسلوبة وهو من يسمع صوت ضحكه من خارج الدار .
- يتأكد كل مرة من احتشام زوجته ولبسها وحجابها حينما تخرج معه ويمنعها من الاحتشام والاحتجاب أمام أخيه (الحمو) .
- يرصع قصيدة في مدح الدين ورموزه مقسماً بحبه وحب أهله ، ويهجوه إذا خلا مع شياطينه .



أ‌. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com
مفارقات عربية 2

هانحن نطل من جديد -متمنين أن نكون خفيفي الدم على قلوبكم- في الجزء الثاني من المفارقات العربية العديدة و اللامحدودة من مفارقات سياسية إلى اجتماعية إلى اقتصادية إلى تربوية وحتى ثقافية وإعلامية ، نكتشف من خلالها بعض قصور تفكيرنا ونطلع على نقد داخلي من ذواتنا وهذا بالتأكيد يجعلنا نطمح لأن نبدأ بتصحيح ما نرى أنه مما يضعفنا أو يعيبنا ..

إليكم استمتعوا بها :
-يقف المجاهدون شوكة في حلق المحتل ، وينكلون به ، ويطاردون فلوله ، وبعد التحرير والاستقلال يتسلَّم زمام الحكم غيرهم من المارقين ..
-يبكي حبيبته أياماً بعد موتها ، لا يطعم فيها ولا يشرب وما ينتهى عامه حتى يتزوج بأخرى .
-يناقش قضايا شرعية وهو لا يعرف أصح كتب الحديث عند السنة والجماعة وأنها لا يمكن أن تحوي الضعيف والحسن .
-نُبَذِّر في ولائمنا وموائدنا ونقتصد كثيراً في الثقافة والعلم .
-ينادي بمصلحة بلاده وهو أول من يسرق ويخرب ويفسد ..
-لا يرضى لأخته ما يفعل ولا يبقي بنتاً تميل إليه إلا وعاكسها .
-من يقتلون مدافعين من أجل الحكومة يسمون شهداء ومن يدافعون عن فلسطين لا يسمون إلا قتلى .
-تجلس الساعات الطوال أمام مرآتها صابرة ولا تمهل زوجها ربع ساعة يريح بها دماغه من العمل ، تسأله : أين كنت ؟! لماذا تأخرت ؟! ما أسماء المراجعين ؟!!!
-يتأفف الشاب من أفعال أبيه اللاواقعية في نظره وحين يكبر يطبقها كلها .
-تنخفض أسعار العالم كله أما نحن فمصيبتنا تزداد بتصعيد رجال أعمالنا للسلع .
-يتدخل الغرب في بلادنا في الصغيرة والكبيرة ولا يسمع رأينا حتى في أمر رعايانا عنده .
-يضرب ابنه لأنه كذب مرة وهو الذي علَّمه بأن يقول لمن سأل عنه بأنه نائم أو ليس موجوداً ..
-يخاطب أحلام المرأة وما ستكفله الحرية لها ! ولا يتحدث عن همومها الحقيقية ومشاكلها وكيفية حلها وهل ستكفل الحرية ذلك ؟!
-يتدهور دخل المواطن ويفغر فاه للجمعيات الخيرية وذو البرج العاجي يتساءل متحيراً : المواطن ؟ لماذا لايغير عادات أكله ؟!
-يحاول قدر المستطاع أن يتكتم على سره الخاص بألا يعلم به أحد ويحب التحسس على الآخرين ومعرفة أسرارهم .
-نحن أكبر مُصدِّر لمصادر الطاقة في العالم ولا ننعم بكهرباء لا ينقطع وكأننا في طوارئ مستمرة ..
-يعتصر جوعاً في طفولته ومراهقته وإذا شب وتحصل على وظيفة جيدة أسرف بلا تعقل ..
-يتمنى الابن موتها هذه الساعة والأم تتمنى بقاءه لا يموت ..
-نقرأ عشرات أو مئات الكتب وهي غاية في الروعة وما فكرنا يوماً في شكر من يسطرها ولو بالدعاية لها عند الناس .
-يمتلك الملايين ويتقدم للجمعيات الخيرية طالباً المساعدة .
-تتوالى علينا الخطوب والنكبات وننساها ولا نتعلم منها درساً واحداً .
أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com

لماذا يركض ..؟!

خرجت من القبر الذي أسكنه ، المُكَوَّن من غرفة نوم وغرفة أخرى لاستقبال الزوار من زملاء الدراسة ممن يأتي يتأفف من الدكاترة وظلمهم ، ومن أتى مثقلاً بجراح زملائه في السَّكَن ، ومن يأتي يشتكي من تأخر المكافأة ، وممن جاء للنقد ، متأنقاً لايفتأ يتأكد من ملابسه أن قد أصابها شيء ؟! متشدِّقاً بكلامه ومتفيهقاً .. ومن يأتي معه بالأنس ويجعل بأحاديثه الغرفة أوسع من أفنية قصور أحد أثرياء بلادنا ، تذكرت أني دعيت لأحدها ولم يسعفني عقلي في التأكد هل أنا في حلم أم يقظة من الدهشة والانبهار .. أحسست بأني في دار غير الدنيا !! ربما في جنات ربي ولولا أني تذكرت أن الجنة فيها ما لايخطر على قلب بشر وأن فيها ما لاتتخيل أن تراه عين لزهدت فيها وقبّلت جدران قصر زميلي من روعة ما أرى !! مختلساً النظر إلى ما حولي ، حينما ذهب ليخبر أباه بقدومي ولما أتى قمت أنظر إليه فقط ، لئلا يعلم أني من أبناء (الغلابى) ، هكذا نحن أبناء الفقراء ، نحاول التسلق وأبناء الأغنياء يشقون بما لديهم من نعمة !! كل شيء أرادوه حصلوا عليه وتلذذوا به حتى صارت دنياهم جحيم لايطاق ..

أدرت محرك سيارتي ولم يعمل ، أدرته ثانية ولم يعمل ، أدرته الثالثة كذلك لم يعمل !! نزلتُ وفتحت غطاء المحرك ورحت أنظر ما بها ؟! حاولت إصلاحها ولم أفلح و ناديت صاحب المقهى الذي بجانبنا : أبا عمر ، أنجدني ومن عندك .. جاء وهو يبتسم : ما بالها ؟! ألم تذهب بها للورشة بالأمس وتصلحها ؟! أدرت ظهري عنه وركبت السيارة لكثرة اعتذاري له بأنها لن تصلح يوماً وأكاد أجزم أن الشياطين تسكنها ..
دفعنا السيارة وأدرت محركها بعد انحباس وانطلاق سريع ، دار المحرك وأومأت للذين دفعوا معي السيارة بإيماءة شكر ، وأومؤوا هم كذلك منصرفين لشأنهم ومضيت لحاجتي ..
و بينما أنا واقف عند تقاطع الطرق انتظر اشتعال الإشارة بالضوء الأخضر والسماح لي من أميرتي الإشارة بالمضي ! وأنا سابح بفكري في قصة أريد كتابتها ومنسجم مع أحداثها وعند حبكتها ولمّا أربط عقدتها بعد ، إذ جاء رجل يركض باتجاه سيارتي ولم أتبين للوهلة الأولى ما هو وماذا يريد ، أفزعني ركضه الشديد .. هل هو يركض خوفاً من شخص يريد الفتك به أم أنه يجري وراء أحدهم لأنه سرق منه أو أي أمر آخر ، انهالت عليّ الأسئلة بسرعة .. ما الخطب ؟! ما الحكاية ؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللهم اكفنا الشرور ، توقف الرجل أمام باب سيارتي واضعاً فوق رأسه قطعة من قماش ليقي رأسه من المطر ! في ملابس شبه قذرة لاتقي من برد ، ويرتجف ارتجاف الشيخ المتهالك ، أنزلت زجاج الباب وسألته متعجباً : ماذا هنالك ؟!! هل هناك مشكلة ؟!! قال متعجباً وأسنانه لاتتوقف عن الطقطقة : لا لا !! ، لكن هل تريد عملاً أنجزه لك ؟! قلت : لا لا متعجباً ومدهوشاً من الموقف وقد كنت ظننته هارباً من الجوازات أو من شخص يريد الفتك به ، هكذا خُيِّل لي .. ورجع إلى حجر ليجلس قليلاً بعد أن خاب أمله في الحصول على عمل هذه الساعة ..

أَذِنَت لي إشارتي بالمرور ، ودلفت إلى شارع الفرزدق (الملوَّن) ، ووجدت الأعداد الهائلة من العمالة في تكتّل وتجمهر ، وكأن سواد الأرض جُمِّعَ هاهنا لمشاهدة مباراة بين الهلال والنصر ، وطفقت أنظر لحالهم الرديئة وفكرت في شيء آخر كعادة الكتاب !! ولست منهم على الحقيقة .. قلت : لماذا كل هذه العمالة الكبيرة العدد ، تعمل بشكل عشوائي في الشوارع ، بالتأكيد ستكون نهباً لمن يدفع لها ، ولو مساعدتهم على سرقة أو ترويج للأمور المحرمة دولياً من مخدرات وغيرها .. وحالهم كحال صاحبي ، يركض من أجل أن يؤمن لقمة عيشه ، ومستعد بفعل أي شيء من أجل الحصول على المال .. هل هناك مراقبة لهم ؟ أم أن الأمور تسير أيضاً عشوائية ؟!! ماذا ننتظر منهم إلا تصنيع الخمور وبيع الأفلام الإباحية سراً وإقامة حفلات خنا وفجور ؟!! لا أريد أن أعمِّم ولكننا لسنا قمامة للدول الأخرى حتى ترمي لنا بأصحاب السوابق وخريجي السجون ، ولسنا مجبرين على إبقائهم عندنا يبتزون الفتيات بصورهن لصالحهم أو لصالح سعوديين ، وتوفير كل ما خَبُث ، وتوفير فحول للفتيات والمطلقات !! ويكونون أداة لمن أراد فعل الشر أكثر من فعل الخير .. هم لم يأتوا إلا لأعمال محددة مسبقاً كسائق أو ميكانيكي أو… ، إذاً فليُقيدوا بالتزامِ مهنهم وأعمالهم ، ويتابعون ؛ هل يلتزمون أشغالهم التي حددت لهم ؟! أم لا ، ولا يتبعثرون في الطرقات ويشوهون الحياة ..

انتبهت وإذ بصديقي يتصل بي ويدعوني لوجبة سريعة في مطعم (مش حالك) ، قلت له : ثوانٍ وأكون عندك ..


أ. حمود الباشان
h
m555mh@hotmail.com

المعدوم

همسة في أذنك دون أن يسمعنا أحد ، هي لك وحدك ..

لماذا تحسد غيرك وتضيق به ذرعاً ، وقد أعطاه الله الكريم المنان ووهبه ؟!! الذي أعطاه سيعطيك إن دعوته ورجوته .. لم التذمر والتسخط على تقدير الله ؟! لاحظ نفسك ، ربما أعطيتَ موهبةً ولم تلاحظها ، ابحث في زوايا نفسك ، ستجد واحدة على الأقل -لأنه يستحيل أن يخلو إنسان من أدنى موهبة- وإن لم تجد !! حينها ثق بأن الله وهب لك الصبر ، والذي ستُجزى خيراً بإعمالك له وتدثرك به ، بدلاً من إهلاك روحك بالتحسر ونصب المكائد لتنزل قدر الموهوب ومكانته عند الناس ، وتسفه مواهبه وتصرف الأنظار عنه إليك ، وأنت لست من أهل المواهب ، بالطبع سيصرف الناس وجوههم قِبَلَ الإبداع ويعرفون من الذي يسعدهم أو يرتقي بهم أو يضفي شيئاً جميلاً في حياتهم أو ..

وجود الموهوب في مدرستك أو حيّك أو أي مكان ، لاينقص منك أو من مكانتك أو الاهتمام بك وإنما اهتمامك بالموهوب لن يغيبك وسيبقى لك حضورك وستستفيد أنت منه إما بمعرفة أكثر عن الموهبة أو استمتاع بجمالها -إن لم تحاول وأدها- سواءً أكانت صوتاً أو خطاً أو كتابة أو مهارة أو أي موهبة أخرى حتى لو كانت (حسن أخلاق) ، ولاينس صاحب الموهبة بأنك وقفت بجانبه وأيَّدته وشددت من عضده ويذيع ذلك في المجالس ولمن سأله عمن ساعده حتى وصل لهذه الدرجة من الإبداع ..

لا تحزن مما يقدمه الموهوب من عمل ، ربما يكون رديئاً في نظرك وهو عند الآخرين جميل ويستحق الإشادة ، وفي الأرض متسع لك ولغيرك من الناس .. إن كنت لاتعلم ؛ لاتقلق .. سينقده النُقَّاد ويقيِّمون عمله ويصدرون أحكامهم وإذا لم يستحق وقوف النقاد عنده ؛ لايحق لك أن تصنع من شخص يحاول إظهار مواهبه ، قضية تفني عمرك من أجلها !! اربأ بحالك أن يقتلك الحسد وعدم رضاك بما قسمه الله لك .

ستفخر إن سئلت عن الموهوبين من أبناء حيك أو مدينتك أو منطقتك أو أمتك ووطنك وتأخذ بِعَدِّهِم وذكر أسمائهم وبعدها تسأل مفاخراً بهم : هل عندكم موهوبين ومبدعين مثل أبنائنا ؟! لاأتوقع ذلك ؟! وتجادل من أجلهم ، وتفخر بأن ذلك الشخص البارز في المجتمع كان جاراً لك يوماً أو كان من أبناء مدينتك .. إذاً لم التثبيط والتسفيه من قبل ؟! لماذا كلما ظهر مبدع وبدأت أجنحته تصطف وأخذ يتدرب على الطيران ليصير سلاحاً لنا ضد عدو يدهمنا أو رائداً ينبئنا ولايكذبنا ، عمدنا إلى قصِّ جناحيه ليبقى حبيس الأرض إلى أن يموت ، وقلنا : علام يبزغ نجمه وهو مثلنا بل أدنى منزلة ؟! إما أن يظل طوال حياته كما عرفناه وإلا لن نهدأ في بث الشائعات ضده وحوله .. كل هذا لأننا استكثرنا عليه موهبة !! لماذا أكثر مَن يشقى بنا هو الموهوب ؟! ما الذي نستفيده من قتل الإبداع في أبناء مجتمعنا ؟! لماذا لايبرز أحد منا إلا ويتجرَّع الـمُرَّ من تخطِّي العقبات المصطنعة الكثيرة ، وسبّ لو وُجِّهَ لجماد لتحرَّك ، أو ماء يجري لتوقف ، وعِداء لا لشيء إلا لأنه حاول النبوغ !! لماذا لانبارك سعي الموهوب وندعمه بكل شيء يوصله لمراده ؟ طبعاً فيما لايخالف ديننا .. ونضع أمامه المحفزات المعنوية قبل المادية .

الإجابة عندك وليست عند غيرك ، أجب نفسَك وحاول أن تغيِّر من سلوكك ، لأنك تستطيع تغييره مادمت حياً كما يقول علماء التربية والنفس .



أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com
بوربوينت عن غزة
إن كان هناك ملاحظات فبإمكانكم التعليق ..
http://www.rofof.com/1efbax31/Ghzh_Thtrq.html
ماأسعدهم وماأشقاهم ..


أتذكَّر طفولتي جيداً وأذكر أن لدينا مُسَلِّيات عدة لاتعتمد كلها على الالكترونيات كما في وقتنا هذا ، كانت لدينا ألعاباً شعبية تجلب المرح والأنس وتبدد طاقات أجسادنا العالية ، وتكوِّن الجسور الاجتماعية بيننا ، نجتمع كلنا نلعب ونمرح ونشتري من محل التموينات طعاماً ونتحلق جميعاً ونأكل سوياً ، وقليلاً ما نشاهد الأفلام الكرتونية التي كان التلفزيون يعيدها لنا كل يوم ! وعلى قلة مشاهدتها إلا أننا حفظنا توم وجيري وباباي وذلك النمر الوردي وغيره ، إلا إذا كان هناك مسلسلاً كرتونياً إن صح التعبير كالصياد الصغير رامي أو كابتن ماجد فإن الإفلام الأولى تكون مقبلات للوجبة الأساسية ..

أما الآن فتغير الوضع بالنسبة للطفل ، أصبح يقلِّب القنوات التي تعتني به من مرحلة الطفولة المبكرة حتى سن المراهقة ، وصارت تطالعه كل باقة قنوات بقناة متفردة ومتخصصة به وبما يحتاجه ، هنيئاً لك أيها الطفل ، حينما يصيبك الملل والوحدة .. هناك من يسليك ويجلو عن نفسك الضيق والسأم ، من أنشودة إلى فيلم إلى برنامج تفاعلي إلى مسابقة إلى تقرير إلى فاصل ممتع .. هنيئاً بحق !

لكني لا أحسدك كذلك لوجود أدلة على شقائك ، لأن الإحصائيات والدراسات تقول بأن الإعلام يُسَطِّح عقول المشاهدين ومن هؤلاء الأطفال ، لاينمي وعيهم ولاثقافتهم ولا مواهبهم ، وضعف البصر يشكِّل لأكثرهم عدواً متربصاً ، ويقلل ويضعف الطفل اجتماعياً عن ممارسة أي شيء مع الأطفال الآخرين ، مختفية لديهم روح المشاركة في الألعاب والاحتفال والتشارك في الأكل والشرب والدمى ، ويحبون العزلة والجلوس أمام الشاشات ولو لم يكن هنالك مايجذبهم من برامج أو أفلام لإدمانهم على الجلوس والمتابعة وصاروا (الجلوس في البيت كالنساء) عادة لهم .

وكذلك أدمنوا ألعاب البلاي ستيشن ، لو يخيَّر أحدهم أن يذهب لمدينة ألعاب أو يبقى يلعب في البلاي ستيشن قد يختار الثانية !! وحدِّث ولا حرج عن ألعاب البلاي ستيشن التي تعلِّم الطفل كيف يسجد لصنم أو يقرِّب قرباناً له حتى يجتاز المرحلة التي أنجزها ويقول الطفل هي لعبة ؟! مايضيرني أن أفعل ذلك لأتقدَّم في اللعب ومايدري أنه تَعَلَّمَ التنازل عن المبادئ من صغره وهو لايعي ذلك كالذي قَدَّمَ ذبابةً لينجو من القتل ويذهب في طريقه وأُدخِلَ النار بسبب ذبابة .. أما من ناحية العهر والفساد الأخلاقي بكل صوره فهناك ألعاب تعلم الطفل كيف يذهب لملهى ليلي ويمارس فيه كل مايمارسه الرجل حقيقة في الملاهي والبارات الليلية ويخرج يسرق أي سيارة في الخارج تعجبه ويبحث عن أي أحد يمشي في الشارع ليقتله ويسلب ماله ! هكذا سيصبح أطفالنا عندما يكبرون إن سكتنا عن ألعابهم البريئة !! واشتريناها لهم بألا يزعجوننا ونحن نتحدث أو نشاهد أفلاماً أو نريد النوم .. هذا شيء يسير من تلك الألعاب بل إن أبناء هذا الجيل أصبحوا لايستحون ولايعرفون الاستحياء وصار ماء وجوههم مهراق ! والسبب هو تأثير الأفلام والألعاب الكرتونية في أخلاق الأطفال ، إلا أن تلك البرامج جعلتهم يبوحون بما في صدورهم دون خجل وهذا قد يفتقده أطفال الأجيال السابقة .

ونحن الآن نرى مجموعة طيبة من القنوات الفضائية جُلَّها إسلامية وتهتم بالطفل وتخاطبه وتضع أمامه الأجمل في منافسة مع زميلاتها وهذا حسن ، إلا أن الكثير منها تعتمد على الترجمة والدبلجة والأسلمة ويبقى شيء كثير في المحتوى لايستطيع المدبلجون تغييره كالشخصيات في الفيلم الكرتوني الأصلي كطفل يصادق طفلة وتحدُث لهما أحداثاً ومعاشرة .. كل هذا يحذف مشكورين ولكن يبدلون صديق الفتاة بالأخ وصديق الأم بالخال !! وهكذا وهذا مما لاينفع مضموناً ، يشاهده الطفل الذي لم يعد غبياً ويعرف أن الشركة المدبلجة تكذب عليه ! والمشكلة هي اعتمادهم على الأفلام الجاهزة ولايعملون بشكل جاد على إصدار أفلام إسلامية الفكرة والمحتوى من إنتاج قنواتهم ومؤسساتهم الإسلامية والعربية .. وللإنصاف هناك من تنتج أعمالها بنفسها إلا أنها لاتعدو سوى تجارب لكن بعضها تريد أن تعلِّم أطفالنا الرقص !! وتسوِّغ لهم الغناء الديني ! كما يسمونه على طريقة الصوفية وتنشئ الأجيال على نغم وطبل ورقصات إسلامية !! وتريد منهم تحرير الأقصى !!

ونرى مجموعة كذلك من الألعاب الالكترونية الإسلامية الجميلة جداً التي تبعث في نفس الطفل الحماسة والتفاعل على الأقل مع قضاياه ولكنها وللأسف لم تجد الممول لإنتاجها !! وغيرها من البرامج والأفلام والألعاب الهابطة يرصد لها الميزانيات والميزانيات !!

بما أن القنوات تجذب أطفالنا إليها وترتفع شعبيتها عندهم وتغطِّي أحياناً على شعبية الآباء !! إذاً نريد قنوات ترتقي بالطفل في كل الاتجاهات ويجد المتعة فيها كذلك ، تقدم له أدباً طفولياً يجعله يعرف كيف يفكِّر ويخطط ويعمل ، وتأهله للحياة أكثر ، أفضل من وقوفهاعلى مدح عصير التوت في أنشودة !! أو تعلمه كيف يعمل المقالب لأصحابه !! أو تجعل منه راقصاً وراقصة وأسيراً للنغمات !! هذا نداؤنا لأصحاب القنوات ، ونتمنى أن يسمعون ولايصدق في حقهم قول القائل :لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لاحياة لمن تناديوإلا سنغلق التلفاز ونحرمهم منها وأنتم السبب .

وعلى عادة برامج الأطفال ، أنهي مقالي ملوِّحاً بيدي ومبتسماً والكاميرا تبتعد شيئاً فشيئاً وأقول لهم : مع السلاااااااااامة ، دمتم بخييييييير

أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com
مفارقات عربية



لا تخلو الحياة من أشياء متشابهة وكذلك لا تنقضي من متناقضات وأضداد ونحن في هذه الإطلالة نتكلم عن المفارقات في مجتمعنا وثقافتنا وأمور متنوعة ، نتمنى أن تأخذكم إلى ضفاف الأنس وتسمرون فيها لو للحظات سريعة .. ولتأخذ المفارقات المبثوثة بفرح وانبساط ومستأنساً بخلانك :


1- نصنع مآدب عظيمة وما زاد من أكل كثير يرمى بالنفايات وجيراننا يتضورون جوعاً .
2- تمتلئ مدارسنا بالطلاب ولا نجد من بينهم مخترعين ومبتكرين نفتخر بالإشادة بهم .
3- يشتكي الشباب من المهور المرتفعة ولا يرضون إلا بالاحتفال بأفضل قصور الأفراح .
4- نحب الخير وبذله ولا نرى الفقراء سدت حاجتهم .
5- يسهر الآباء بالاستراحات والكوفي شوب ويسافرون لكل مكان ويهتمون بمتعهم الشخصية ويريدون من الأبناء الصلاح والتقوى والاجتهاد دراسياً والتميز اجتماعياً ..
6- يبكون بخشوع في الدعاء في صلاة التراويح ولا يبكون من كلام الله عز وجل (القرآن الكريم)
7- لا نحب تربية الكلاب كما يفعل الغربيين لكنها موجودة في مؤسساتنا وتجلس معنا في مجالسنا ..
8- حطمنا الأصنام الحسية حول الكعبة عام الفتح إلا أننا مازلنا نعبد الأصنام المعنوية في قلوبنا (المال ، الشهوة ، الشهرة ، ...)
9- نكثر من بناء المساجد في بلادنا ودول عديدة لا يوجد في المدينة الكبيرة ربما مسجد واحد ولا يتسع لكل المصلين .
10- المرأة تحب وتصدق كل الشائعات وتروجها وتزيد عليها ولا تصدق ولا تحب شائعة واحدة تثار بشأن (التعدد) الزواج بأخرى .
11- يَطرحُ الموضوع متحدثاً عن العرب و(يتقيأ) كل ما في جوفه ولا يلقى إلا التهميش وإن ألهمه شيطانه وغيّر العنوان ووصم السعوديين بكل نقيصة والمضمون هو هو ، طارت إليه الصحافة وامتدحته القنوات ..
12- نعنف على المجاهدين ونصمهم بأنواع الخزي وقلوبنا مع فعلهم الشريف ومقاومتهم الباسلة .
13- نفخر بتاريخنا وثقافتنا ، وسلوكنا كأكبر دعاة ومتشددي غيرنا .
14- يطالب بحقوق المرأة وأنها لابد أن تكون نسخة من الغربيات وتصادق من تشاء وتقود السيارة وتشارك في السياسة ولا يدع زوجته تُخرِجُ وجهها ولا أن تقود السيارة ولا أن تشارك في الانتخابات ولا أن تعمل في أماكن مختلطة ..
15- الناس يحبون أهل الخير من العلماء والمثقفين والدكاترة ويفرون من مجالستهم والنهل من علمهم .
16-مقتنع بضرر الدخان وأنه مسبب رئيس للسرطان ويدخن بشراهة ..
17- المواطن يمضي عمره في الادخار لشراء شقة يسكنها والبرجوازي كل موسم يسافر لبلد ويشتري قصراً ومزرعة متخذاً المثل الشعبي "اجعل لك في كل بلد بيتاً" نبراساً له .
18- نحب فلسطين ونتمنى متى تتحرر ، ولم نساعدها بشيء ولو بكلمة ..
19- نصرف على المطعومات جلّ أموالنا ولا نتلذذ بها وكأن أكلاً لذيذاً لم نعطم .
20- المعاصي التي تدخلنا النار نتكالب على شرائها بأغلى ثمن والخير المطروح بأقل من ذلك نزهد به ولا نفكر فيه .
21- يبقى الفقير دهوراً على حاله والغني يزداد غناه فحشاً ..
22- ننجز بالأزمات مالا ننجزه في خمسين عاماً . ولا نعمل إلا في الأزمات .
23- نشتري الأسلحة العديدة وننفق الأموال الطائلة مخصصين جزءً من الميزانية لذلك الشيء وإن قامت حرب ننتظر الآخرين حتى يدفعوا عنا شر المحتل .
24- نُكبِرُ الإبداع حين نراه أو نسمعه أو نحسه وأول من يشقى بنا أولئك المبدعين والموهوبين .

25- نفتخر باتساع معجم لغتنا وأنها لا تعجز عن احتواء العلوم ولن تعجز عن توليد واشتقاق كلمات جديدة ومازلنا نستقبل المصطلحات الأعجمية ونرطن بها دون تعريب ..
26- ببداية سني المراهقة الأولى يظن من نفسه الرجولة ويتحدى الشيطان بأفعاله ولا يرى عيباً فيها وما أن تنقضي المراهقة حتى يتذكرها متحدثاً لزملائه بأعماله يوم أن كان صغيراً !! متأسفاً عليها ومستحٍ منها !!
27- يكتب أحدنا مقالاً ولا يقول فيه إلا الحقيقة ولا يرسله للصحف خوفاً من حبل المشنقة ويكتب غيرنا لا يقول الحق فقط بل ويسخر من الأنظمة ولا يُوبخ ولا يُعاقب ولا يُعتقل ..

28- لايدع أحداً إلا وتندر به وأضحك الناس عليه وهو أغضب الناس إن ألقى أحدهم نكتة عليه وتهكم به .
29- قنواتنا الفضائية تملأ الكون ولم تقل نسبة المتعاطين للمخدرات وما زادت نسبة المتبعين النادرة للأنظمة المرورية (الحملة الوحيدة التي نجحنا فيها _معاً ضد الإرهاب_ ) وبهذا نفخر .
30- الكتب تملأ بيوتنا وإن سئلنا عن مسائل من بديهيات العلوم قلنا : هاه لاندري ..
31- الشكر والثناء في صحفنا بالعشرات واللعنات في صدر المواطن بالتريليونات .
32- أشجع الناس في كل موضوع يُطرق وبالأخص الدين وأذل الناس عند الحديث في السياسة .
33- نستحي أمام الكاميرا محاولين الظهور بأجمل صورة ولا نستحي من أفعالنا القبيحة والمخجلة في عقوقنا للآباء والتنكيل بالعمالة الوافدة والكتابة على الجدران ورمي النفايات في الشوارع ..
34- المواطن لايحصل على أدنى حقوقه وإن جاءه مسؤول ومعه صحافة وإعلام .. قال : لحم أكتافنا من خيرك !
35- في أيام صحته كان لسان حاله : من أشد مني قوة وإهلاكاً للحرث والنسل وحين يمرض يتواضع إلى حد المسكنة ويكون عبداً قانتاً شكوراً ومتى عُوفيَ رجع لعلوه في الأرض
36- تصبحون على خير .. ولا تسمعون خبراً عن القتل والتشريد ..




أ‌. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com
الزواج بأجنبي

في قريةٍ تعجُّ بالعصبية ، كان هناك عائلة تحفل بالقرآن تلاوةً وحفظاً وتجويداً ولم ينقصهم من الدنيا شيء إلا أن رب العائلة لايحمل جنسية البلد الذي يقيم فيه فهو أجنبي عنها لكن طلب الرزق هو ما جاء به إلى هذه القرية النائية وعَمِلَ فيها مُعلِماً ثم تاجراً حينما لم يحصل على تجديد عقد التعاقد وجلس يعمل وترك بلده الذي جاء منه ، وكان يسكن جاراً له رجل كريم ، يقدمه على أبنائه في المقام والمأكل والمشرب والمنشط والمكره ، حتى جاء ذلك اليوم الذي خارت قوى ابنة الجار وأخذت بالانتفاض وخرج منها صوت غريب ، وأخذت تتكلم كرجل !! دهش أهلها وأخذوها للشيخ الأجنبي لعلمهم بإجادته للقرآن وتمكنه ولم يكن بيد الأهل حيلة غير هذه ، قرأ الشيخ الأجنبي وقرأ واتضح أن بها مسّاً من الجن وقام أهلها بالتردد والاختلاف لهذا الرجل حتى شُفِيَت وكانت حينها ابنة الربع قرن ، وتتنفس قوة وجمالاً .. ومرت السنون وكلما جاء خاطب للبنت رفض الأب العجوز لأمور تافهة من أمور المهور أو لأنه ليس من قبيلتنا وفصيلتنا .. وفي يوم من الأيام ، أخذ الله العجوز إليه وبقيت البنت العانس تتلفت يميناً وشمالاً لاتنوي إلا الصبر على المصيبة التي حلت بها

دخل الأخ ورأى حال أخته وقد شارفت على سن اليأس ، وقال مضمراً في نفسه : لن تقعدي بإذن الله وطفق إلى أبناء قريته وعشيرته وقال : أما فلانة فإنكم تعرفونها حق المعرفة وكنت لاأستطيع الكلام لأن أبي له الكلمة الفصل بالبيت والآن ، من أراد أختي على سنّة الله ورسوله فليتقدم وإني ممهلكم ثلاثة أيام وإن لم يتقدم أحد منكم لخطبتها فسأزوجها للشيخ فلان وهو أحق بها إن تركتموها عانساً !! إما أن يتزوجها أحدكم وإلا فلا تقولوا هذا أجنبي ولايصح في عرفنا وعاداتنا أن تزوجها لشخص أجنبي .. قد أبلغتكم وهذا ما لديّ ..

مرت الثلاثة أيام ولم يأت أحد يطرق الباب ، قال لأخته : سأزوجك بالشيخ فلان ، ماذا تقولين ؟ سكتت ولم ترد ، قال : إذاً على بركة الله

أقيم حفل الزفاف ودخل بها وأرسلت لأخيها بهدية عرفاناً له ، وهي الآن أم لأولاد ..


أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com