الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

يا غالي



لا أدري كيف سيكون وقع خبر ذهابك الأبدي ، وأنت تحتلّ مني القلب والعقل ، كذلك لا أعلم كيف جاءني ذاك الهاجس الكئيب وحدثني عن غيابك .. ربما ليجدد الحب الذي قد اعتراه بعضاً من ضعف ، أو تحسس لنعمة الخل الوفي ..! ربما .

لكني تساءلت حينها : ماذا لو حدث ذلك فعلاً ؟ وبكيت و بكيت إلى الصباح وعالجت غصص البين واحدة واحدة ، ولم أحفل بأحاديث البشر ، بل أتعجب من ضحكهم المستشيط من حادثة أو نكتة يرفعونها فوق قدرها واستماتتهم على حطام الدنيا .. هل ستسود الدنيا في عيني ؟ وأنكمش على نفسي لا أصحب أحداً ، وأعيش وحيداً لتوقعي بأني لن أجد الشخص الذي وجدته من قبل .. وأن ليس أحد مثله في عظيم خصاله ورفيع خلاله ، أم أنسى من ملك حياتي في حياتي ..

من يعوّض فراغ روحي الذي كان يملؤه الحبيب ، بالطبع أنا أحب ربي ثم نبيي ثم والديّ (أما الزوجة نحبها غصباً عن أنوفنا المرتفعة ، أليست هي الحورية تمشي على الأرض أو هي الشيطان بصورة وسيمة جداً) ولكن يبقى جزء في محبة الأصدقاء ، من يعوضني عمن إذا جالسته لا أمل منادمته ومشاكسته ؟! وكذلك هو .

الحب ليس ماديات و محسوسات يمكن الاستعاضة عنها بغيرها ونسيان لما جرب من قبل ، الحب وجدان ينبض وحياة عذبة وصبابة تسيل ، وخفقان قلب لا تجد له مبرراً حقيقياً ، ولو كان الحبيب دميماً وقزماً ومشوهاً أو أصماً أو مبتور الأطراف ..

أنا لست ممن يُحب ويصادف شخصاً آخر يتعلق به وينسى الذي أحبه ، يظل الحب في قلبي ويظل شوقي له وإن كنت لصيقه في داره ومعاشه ، أما الصديق الجديد ليس حبيباً حتى أعطيه قطعة من قلبي وشيئاً من حبي ولن يحلم بذلك إلا أن يثبت صدقه في المحبة وتضحيته وغلاء معدنه .

ماذا عساي أن أفعل ، وقد جاءت ساعة الرحيل .. تلك المعركة التي لن ينتصر فيها أحد من الأحياء ومن يناصرهم . و بلا مقدمات .. مات خليلي يا أمي .. مات ولا رجعة للدنيا .. واريته بيدي إلى مثواه الأول ، ودفنت حبي معه بذلك اللحد ، ودعوت له بالمغفرة .. وعزّيت نفسي أننا في جنات الخلد نلتقي .. وهل هناك عزاء غيره ؟!



أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com