الأربعاء، 11 أغسطس 2010

يوم جديد


اقتربت الشمس من مواراة قرصها القسطلي عن الأعين الناظرة إليه ربما حياء أو انتهاءً لعملها ، لكن غروبها هذا اليوم ليس كغروبها كل يوم في أنفس الناس ، كان أكثرهم بالأمس لا يعبؤون بها أغابت أم طلعت ! إلا أن الكل هذا اليوم ينتظرون نهارهم أن يتصرم وينقضي ليبدأ فرحهم بالامتثال لطاعة ربهم ، و يروون الأجساد المتعطشة لمادة حياتها .

هذا اليوم هو الأشد حراً وعطشاً ، لأنه أول الأيام وما عداها لا يكون الإحساس بالعطش وربما الجوع إلا قليلاً ، بالتأكيد ربي لم يكتب علي الصيام كما كتبه على الأمم قبلي إلا ليجعلني أتقيه بهذا الصوم ، أتذكر مسكيناً جائعاً مثلما أنا جائع الآن ، لأحس بمعاناة الجوع عند المساكين والفقراء ، ولأتخفف مما يصيب جسدي بالفتور والنوم عن الصلاة المفروضة ، وبما أني أصوم عن المعصية كما أصوم عن الأكلة والشربة ، لهذا أنا أتخلص من الذنوب وأراجع نفسي الأمارة بالسوء ، وإذا صمت عن الطعام فإن بدني يرتاح بعض الوقت من الأرطال ! التي أقذفها فيه كل يوم في كل وقت قبل رمضان .

رمضان يغير حياتي تغييراً جديداً فريداً ، وقتي أصبح مرتباً بشكل جيد بحيث أجعل لروحي نصيباً كما أجعل للعمل والمادة نصيباً ، آكل وأشرب في وقت معين وأستيقظ وأنام في وقت محدد ، للعمل وقته وللعبادة وقتها ، صرت طيب النفس ، لا أغضب ، أسامح من أخطأ في حقي ، وأراجع نفسي قبل التلفظ بالكلمة ، هل هي في مرضاة الله أم تسخط رب العزة عليّ ، وصرت أتلذذ بما أصنع لأني أنا من يقود النفس وأضبطها وأسيرها كما أشاء وليس كما تشاء هي ..

أصبحت ملاكاً بحقّ ، وأحس بأني أحقق الإنجاز تلو الإنجاز على نفسي بأن أقوم للصلاة وأصطف مع المصلين للتراويح ولا أخرج إلى بعد انتهاء الإمام ، وأحسست في قلبي بما يحس به الخاشع بل والبَكَّاء وهو يتلو القرآن ، وأصبحت أحس بنسيم الإيمان البارد وهو يمس الفؤاد الملتهب بالبعد وكأنه نعومة القطن وهي تلامس خداً ناعماً ..

آه لا ، لا أريد أن أصحو من هذا الحلم الجميل ، حلم كحقيقة وحقيقة كحلم ، ليت شعري لماذا لا يستمر هذا الحلم أكثر ، لا أريد أن أستيقظ ، أرجوكم لاتوقظوني منه للواقع المرير بعده .


أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

السبت، 8 مايو 2010

الحب له شروط

الحب له شروط

(1)
تسيطر على الشبكة العنكبوتية من قبلك ومن قبل الأنظمة التابعة لك .
حاجباً الموقع الذي (ينشر غسيلك وغسيل الأمم العظمى !!) .
ومثيراً للحنق ضد المتدينين والناشطين من أجل الحق والعدل والإنسانية .
ومتجسساً على المدونين القائلين كلمة الحق ..
ومجتثاً بطائراتك وعملائك الصحفيين الأحرار الذين يبحثون عن الخبر فقط دون أدلجة كما كنت تصورهم لنا هوليودك الشريرة .

(2)
تتهم دولتهم بالإرهابية .
وتكذب كذبتك السخيفة بأنك ستأتي لتحررهم بقتل زعيمهم .
تأتيهم وتقتل رجالهم وشيوخهم وعلمائهم وتزني بنسائهم وتملأ بطونهن بمائك القذر وتفعل بالشباب فعلة قوم لوط وتظهرهم على شاشات العالم كله .
وتمشي مخلفاً وراءك عميلاً وذنباً لك و(دكتاتوراً جديداً!!) .

(3)
تروّج لهم الديمقراطية وحرية الرأي والحرية الشخصية .
وتعتقل من يؤمن بالديمقراطية حقيقة ويعمل بها من خلال ثقافته ومبادئه !!
وتكمم أفواه من ينتقد تطبيقاتها أو من يعادي الاحتلال العسكري والفكري والاقتصادي والاجتماعي ..


(4)
الحب له شروطه ، وأنتم لا تعلمون ما هو الحب إذا نظرتم إلى الشرق الإسلامي والسني بالتحديد ، من العجيب أن تسمع بعضهم يقول : لماذا لا يتحاور أهل الأديان ؟! ولماذا لا يحب بعضهم بعضاً ؟!!
كيف تريد مني أن أحبك وأنت تصفعني على خدي وإذا أردتُ أن أتألم أو أبكي حتى ، أقبلت على فمي تكممه ، وتصرخ بي بأن لا أصيح من ألم الصفعة ، ولا أخرج دمعة واحدة ، وتطلب مني أن أبتسم وأضحك !! يا ذا العقل ..!! كيف لأحدهم أن يتلقى لكمات في وجهه ولا يتوجع وتعجبُ منه أن لا يضحك !!
قانون الحب يقتضي غير هذا يامن تحبني !! المحب لا يأتي بجلباب جلاّد ، يقتل وينتهك الحرمات ويدنس ويهدم المقدسات ويصفع و يلكم ويرفس ويتوقع أن يحبه المقابل !!



أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

الأحد، 2 مايو 2010

لا داعي للثورة

لا داعي للثورة


إن كنت حراً كصاحبي الذي سيأتيك خبره ، فإنك لن تسكت أبداً ، لن تسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق الطبقة الكادحة (الغائبة عن الإعلام العربي إلا ما يناسب المترفين ولا يضر بمصالحهم) ، وستستشيط غضباً إن قُتِل الأطفال أو حوصِرَ شعب أعزل فقير ينهشه أهل المصالح الإقليمية أو بان لك إهمال الدكاترة في الجامعات والمعلمين في المدارس والجراحين في المستشفيات ، ستطالب بحق الضعيف الذي لا يملك إعلاماً وتطلب من الجهات القضائية والتنفيذية أن يأخذ المجرم حقه من النكال .

أما إن كنت غير ذلك فستدفن نفسك وسط السواد الأعظم لا تتميز عنه إلا ربما بكثرة الصمت الذي يحسب حكمة أحياناً !!

* * *

صاحبنا الحر .. لن يهدأ في حياته وستصبح حياته صخباً وضجيجاً ، وأحداثاً يغلب فيها (الأكشن) ، وسيلتف حوله الجبناء ممن لا يستطيعون القول والفعل ويهتفون باسمه في الخفاء ، وتترصد له أجهزة الأمن حتى السي آي إيه ، وهنا يصبح الرمز عند البؤساء والبسطاء وتؤلهه مجازاً إحدى التيارات الفكرية حتى يكون مطلوباً من أم الحكومات المستبدة (لسنا مضطرين لتسميتها لأنها أشهر من الفرزدق وعباس بن فرناس !!) ، حينها يكون صاحبنا إرهابياً .. من أتى برأسه ؟! فله من النقود ما ينسى بها الفقر وسنيه .

* * *

وفي هدأت الليل وهجوع الناس .. يضج الحي الذي يسكنه ذاك الذي لا ندري ما نسميه (رمز ، حر ، إرهابي ، متطرف) بأصوات تنبيه سيارات الأمن مولولة على حاله وموقظة جيرانه من مضاجعهم .. ماذا حدث ؟! ما الخطب ؟! ياللهول !! الرمز يركبه ضباط المخابرات في إحدى سياراتهم وينطلقون به .. إلى أين ؟! العلم عند الله .. ربما طلبه الرئيس ليكافئه على بيانه للحق من غير أن يخاف في الله لومة لائم أو جهاز تسجيل !!

ومكث الرمز في سجنه عقوداً ، بعدما كان المُدَوِّن الذي لا يهاب !! وأصحاب المدونات ينظرون له بفخر وإجلال وغبطة ، لا يتكلم في أمره أحد ولم يزره أحد بل نسيه الناس إلا أهل بيته ، وذهبت القضية التي يدافع بها عن حقوق المستهلكين لأنظمة السياسيين ، بل لم يطالب أحد الناشطين الحقوقيين بحقوقه كمعتقل ..

وصار الناس يقولون لأبنائهم ناصحين : (انظروا .. هذه عاقبة من يخالف الأوامر ، كلوا عيش ياولاد) فيرد أحد الأولاد : (بابا ، بس هوَ ماعملش حاجة غلط ، هو يدافع عن حقوقنا ..) ويرد الأب : (آآآيوه يافالح !! يابختك المايل ياحسني ، قلت إييييه ! عايز تصير حر أنت كمان ! غور معاه فستين داهية ، أهوه عشان تخف المصاريف شويا)



أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

الأحد، 4 أبريل 2010

راح وطي

راح وطي


(1)
جلس للناس .. يفتي للناس .. يجيب الناس عن تساؤلاتهم وإشكالات في حياتهم .
خطب خطبة عصماء تهز الموتى وقال كلمة الحق ..
لكنه مكث في سجنه يفكر في حاله ومآله ..
وخرج يؤول على سُنَّة بني الأصفر ..
ويلعن التشدد ويدعو بالثبور على من جاهد ..

(2)
رجع من رحلته بصحبة القروب الأوروبي .
وراح يحاضر عن حياة الغربيين وكيف أنهم يحترمون القوانين وحق الإنسان (أحاول تصديق هذه الكلمة) وحق الحيوان .
وبعد إدراكه أن إعجابه بالنموذج الغربي - إن أراد تطبيقه - سيصطدم بالسياسيين أو المتدينين ..
آثر البقاء في تأليف القصص وكتابة المقالات الرمزية !
وعاش يسب الظلام ويشجب الطغيان ..

(3)
من الذي يمسك بتلابيب الآخر ، بالطبع هو طرف واحد ..
لا يملك غيره إلا الاستسلام له ..
هو من يسن القوانين ويطبقها ويشرع الدستور ..
هل يملك أحد إلا أن يسمع ويطيع وأحياناً يستند على الدين كي لا يلام من الناس .
أو يلمع رغبة القيادة دونما اقتناع .
من يستطيع التغيير والإصلاح ؟!
إذا كان الجواب بـ (لا أحد) .. فأقترح أن تنتظروا حتى يخرج الله من أصلابكم الخائفة من يقول للاستبداد والطغيان لا .. لا .. لا .. ويوقفه عند حده .
أو تناموا ثم تستيقظوا و تروا كل الطغاة قد ماتوا عن بكرة أبيهم !!
حينها تنتخبون أو تبايعون واحداً من بينكم أيها المساكين ، ولكن هل تضمنون بأنه لن يصير طاغية كسابقيه ! لأن الكرسي يغري المرء بالبطش .
ماذا أنتم فاعلون حينها ؟!!!


أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

الأحد، 21 مارس 2010

هل حجب موقعك المفضل

هل حجب موقعك المفضل



فيما سبق ، كان تكميم الأفواه بعدم النشر ، والتشديد على المنشورات المخالفة لدستور البلد ألا تدخل ، وإذا اكتشف شيء يؤدي رسالة أو يذكي أمراً في وقت معين سحب من السوق ، أما الآن فاختلف الوضع ، أصبح سلاح التكميم بالحجب وتدمير المواقع ..

وبات واضحاً للمتابع أن بعض التيارات يكمم الأفواه بقدر ما يستطيع في العالم الرقمي المفتوح بعكس ما يدعي أتباعه بأنهم يؤمنون بحرية الرأي لكن هذه الحرية إذا تعارضت مع ما يحبون انقلبت دكتاتورية وفاشية .

تتابع موقعاً مميزاً تستقي منه الخبر والمعلومة والفائدة والمتعة ، لا يخالف دستور البلد وليس في طرحه تشدد أو تطرف ، وفي أحد الأيام كعادتك تريد الدخول عليه لتتابع ما يدور حولك من أحداث وقضايا فتفاجأ بتلك الصفحة الخضراء تفقأ عينيك ! وترجع مرة أخرى لتتأكد ثم تتيقن بحجبه وتسمع من أصدقائك بأنه ليس هذا الموقع فقط بل خمسة مواقع صريحة وجريئة حجبت ، هنا تسأل وتطول الأسئلة : لماذا حجب هذا الموقع الرائع ؟! ولم يحجب ذاك الموقع الذي جاهر في سب الذات الإلهية ؟! من باب حرية الرأي أن تفتح الأبواب للجميع أو أغلق كل النوافذ عن الجميع إن لم يكن ضرر على مقدرات الأمة ، لا أن تكمم هذا وتترك الآخر ينعق صباح مساء !! ربما حجبت المواقع من قبل المسؤولين لمنع البلبلة في وقت محدد وهذا معروف في كل الدول لكن أن تمنع من أجل أمر هين لا يحمل في طياته كارثة إلا عند النخب الثقافية ربما .

والذي يهول حينما تفاجئك الصفحة الخضراء تجد في منتصفها عبارة (إن كنت ترى أن هذه الصفحة ينبغي أن لا تُحجب تفضل
بالضغط هنا.) طيب ضغطنا هنا وضغط الدم ارتفع هنا أيضاً وانتقلنا إلى صفحة قاحلة (طلب حجب أو طلب رفع حجب) وانظر إلى الحقول الموضوعة ! بريدك وعناوين الصفحات وسبب الطلب برفع الحجب عن تلك الصفحات ! وبعدما تملأ الحقول تظهر لك صفحة أخرى مكتوب فيها هذه الرسالة (نشكرك على تقديم طلبك ، تم استلام طلبات إلغاء الحجب ، ستراجع و تعالج بناء على سياسة حجب المواقع. تستغرق معالجة الطلبات ٢٤ ساعة تقريبا , في حال تأخر معالجة طلبك . لأكثر من ٤٨ ساعة يمكنكم متابعة الطلب من خلال البريد الإلكتروني: unblock@internet.gov.sa فاكس : 2639290 (1) 966+) . هنا لابد أن نتكلم عن الجهد المبذول من قبل الجهة العاملة على حجب المواقع التي في أغلبها إباحية وفاحشة ونطلب منهم مزيد من الجهد وتتبع كافة المواقع المؤثرة على الشباب ونحن بجهتنا نشكرها على جهودها ونشكرها على السماح في إبداء رأيك في أن توضح وجهة نظرك في أن هذا الموقع لابد من عدم حجبه للأسباب التالية وإتاحة حرية التعبير ومتابعة الموضوع عن طريق الإيميل أو الفاكس لكن بالمقابل هذه الجهة المباركة التي تعمل على حماية عقول الناس لا تضع تصنيفاً منشوراً في موقعها ، يعرف من خلاله تم حجب ذاك الموقع وهو مصنف تحت صنف أو خانة الإباحية أو السياسة أو إثارة النعرات القبلية مثلاً وكذلك لا تقدم سبباً ، لماذا حجب الموقع الفلاني لأنه كيت وكيت ومصنف لديهم وسياسة الموقع تبنى على كذا وكذا ، نطالبهم بهذا لأنهم رفعوا راية الحوار وطرح الرأي ولم يكونوا متطرفين يقمعون .. لا يحق لأحد أن يعرف السبب ، نعم كثير من المواقع نعرف سبب حجبها ونقول لابد ألا يرفع الحجب نهائياً ولكن يجب أن يقدم سبب الحجب لا يبقى السبب محجوباً كذلك عن الناس ويتساءلون ولا يجدون جواباً .


أخيراً .. هل سترجع مواقعنا المميزة أم لا ؟! أم ستتركوننا نصدق بنظرية المؤامرة !! والأوهام والخيالات كالأمم البدائية .




أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

الخميس، 4 فبراير 2010

لاتغضبوا أمكم

لا تغضبوا أمكم




(1)
نرى خروج الولد من بيته عصراً متجهاً إلى ملعب الكرة في الحارة .
نرى المباراة بدأت على صافرة الحكم والولد يلعب وكان لعبه جميلاًً (فوتومونتاج) .
لكننا نراه غضب أن أخذت الكرة من بين قدميه وقام يركل هذا ويلكم ذاك ويمسك بالكرة ويتمنع من إعطائها لأصدقائه كي يلعبوا ويلهب ظهورهم بوابل من الشتائم وكشف الفضائح .
(هكذا يعطل اللعب ويشل حماسة أصدقائه وسعادتهم) .
قطع

(2)
(فوتومونتاج) للأم مع أبنائها تلعب بلاي ستيشن ، الأم مقطبة الحاجبين وعابسة الوجه ، نار مشتعلة ، الأبناء يحملون أخيهم ويرموه خارج البيت .
صوت الابن الأصغر : لا تلمني أمي (مصر) و (أم الدنيا) كما تُكنّى ، إن قلت كلمة فيها .
إن غضبت أمي على أحد من إخوتي ، أقصته من التاريخ كله وتبرأت منه وقالت : لانت ابني ولا أعرفك .
هكذا أوصي إخوتي : بألا تغضبوا أمكم ، لكي لا تدخلوا النار ، ولو أخطأت وأنت تلعب معها game بلاي ستيشن ، لأنها ستشن عليك حرباً نفسية بمشاركة أبنائها الباقين ، وتجعلك أنت المخطئ في حقها .

الحمد لله أن أمي ربحت في (متش الكورة) ولم يفز أي من أبنائها ، حتى ابنها الذي أفسد اللعب على أصدقائه في الحارة ، لأنها ستغضب وتلعن ويكفي أنها لعنت . حينها لن يحالفك التوفيق في دنياك وتظل تمشي في الشارع لا أحد يقربك لأن أمك غاضبة عليك .

(3)
الحمد لله أن الأبناء أكثر حلماً من أمهم ولم يشعلوا حرباً إعلامية يخسرون جميعاً منها ، لو أن الأم خسرت في (المتش) .

(4)
كيف أحتكم إلى القاضي وهو خصمي ، وإلا أقولك : مبروك فوز الأم للمرة الثالثة .

(5)
صورتان مع التحية للسيناريست الرائع : وحيد حامد.
والأخرى للسيناريست الرائع كذلك : يوسف معاطي .
(ربما تلهمكما هذه الأسطر شيئاً)


أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com

الخميس، 28 يناير 2010

الاستثمار بالموهبة

الاستثمار بالموهبة


لا يخفى واقع أصحاب المواهب في مجتمعاتنا العربية ومعاناتهم الدائمة في عدم وجود بيئة محفّزة وملهمة أولاً ثم داعمة وباذلة ثانياً ، حيث يتجرع الموهوب المرّ تلو المرّ ويسير سنوات عديدة خلال عقبات ربما أعاقته نهائياً عن الوصول لتحقيق نجاحات عن طريق موهبته .

هذه العقبات التي تعيق الموهوب هي للأسف ليست كلها عقبات حقيقية وإنما جلها مصطنعة ، وإذا تساءلت لماذا توضع العقبات المصطنعة ولمصلحة من ؟! ربما لم تجد جواباً شافياً لضمير سليم .

لكن لنفرض أن الموهوب ، متكاسل عن تنمية موهبته أو لا يعلم أن له موهبة في هذا المجال ، وكان هناك رجل أعمال واعٍ ومستثمر في تنمية مواهب الشباب وإعانتهم وتحفيزهم ودعمهم ، وأنشأ لذلك مركزاً لتدريب المواهب بكل أشكالها ، مركز يكفل الموهوبين ويهيئهم لسوق العمل وبالمقابل يكون للمستثمر مقابل مادي جزاء تدريب الموهوب وربطه بجهات العمل ذات الاختصاص ، يدفعها الموهوب على شكل أقساط مريحة أو يقوم بتوظيفهم عنده في شركته ، وهذا المركز يمد الشركات التي تحتاج موظفين مدرّبين بالمجال التقني مثلاً أو يزود المشتغلين بالأعمال الفنية المحافظة بكتاب سيناريو وممثلين ومخرجين ويزود الإعلام الإسلامي بمراسلين ومصورين وكتاب أعمدة و يزود الساحة الأدبية وأهل المطابع بشاعر مبدع أو أديب عبقري ويزود الساحة الدينية بخطيب مفوه ومستشار شرعي أو منشد متألق ، ويزود الشركات العظمى ببراءات اختراع تباع عليهم بملايين الدولارات أو يتم تنفيذ الاختراع محلياً ويسوق عالمياً .. وهكذا .

بهذا يكون قد حفظ الموهوب أو الموهوبة على حد سواء ، إبداعهما وحفظ المستثمر كذلك حقه المالي وقدّم خدمة عظيمة لوطنه ودفع بالتقدم إلى الأمام .



أ. حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com