الأحد، 2 مايو 2010

لا داعي للثورة

لا داعي للثورة


إن كنت حراً كصاحبي الذي سيأتيك خبره ، فإنك لن تسكت أبداً ، لن تسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق الطبقة الكادحة (الغائبة عن الإعلام العربي إلا ما يناسب المترفين ولا يضر بمصالحهم) ، وستستشيط غضباً إن قُتِل الأطفال أو حوصِرَ شعب أعزل فقير ينهشه أهل المصالح الإقليمية أو بان لك إهمال الدكاترة في الجامعات والمعلمين في المدارس والجراحين في المستشفيات ، ستطالب بحق الضعيف الذي لا يملك إعلاماً وتطلب من الجهات القضائية والتنفيذية أن يأخذ المجرم حقه من النكال .

أما إن كنت غير ذلك فستدفن نفسك وسط السواد الأعظم لا تتميز عنه إلا ربما بكثرة الصمت الذي يحسب حكمة أحياناً !!

* * *

صاحبنا الحر .. لن يهدأ في حياته وستصبح حياته صخباً وضجيجاً ، وأحداثاً يغلب فيها (الأكشن) ، وسيلتف حوله الجبناء ممن لا يستطيعون القول والفعل ويهتفون باسمه في الخفاء ، وتترصد له أجهزة الأمن حتى السي آي إيه ، وهنا يصبح الرمز عند البؤساء والبسطاء وتؤلهه مجازاً إحدى التيارات الفكرية حتى يكون مطلوباً من أم الحكومات المستبدة (لسنا مضطرين لتسميتها لأنها أشهر من الفرزدق وعباس بن فرناس !!) ، حينها يكون صاحبنا إرهابياً .. من أتى برأسه ؟! فله من النقود ما ينسى بها الفقر وسنيه .

* * *

وفي هدأت الليل وهجوع الناس .. يضج الحي الذي يسكنه ذاك الذي لا ندري ما نسميه (رمز ، حر ، إرهابي ، متطرف) بأصوات تنبيه سيارات الأمن مولولة على حاله وموقظة جيرانه من مضاجعهم .. ماذا حدث ؟! ما الخطب ؟! ياللهول !! الرمز يركبه ضباط المخابرات في إحدى سياراتهم وينطلقون به .. إلى أين ؟! العلم عند الله .. ربما طلبه الرئيس ليكافئه على بيانه للحق من غير أن يخاف في الله لومة لائم أو جهاز تسجيل !!

ومكث الرمز في سجنه عقوداً ، بعدما كان المُدَوِّن الذي لا يهاب !! وأصحاب المدونات ينظرون له بفخر وإجلال وغبطة ، لا يتكلم في أمره أحد ولم يزره أحد بل نسيه الناس إلا أهل بيته ، وذهبت القضية التي يدافع بها عن حقوق المستهلكين لأنظمة السياسيين ، بل لم يطالب أحد الناشطين الحقوقيين بحقوقه كمعتقل ..

وصار الناس يقولون لأبنائهم ناصحين : (انظروا .. هذه عاقبة من يخالف الأوامر ، كلوا عيش ياولاد) فيرد أحد الأولاد : (بابا ، بس هوَ ماعملش حاجة غلط ، هو يدافع عن حقوقنا ..) ويرد الأب : (آآآيوه يافالح !! يابختك المايل ياحسني ، قلت إييييه ! عايز تصير حر أنت كمان ! غور معاه فستين داهية ، أهوه عشان تخف المصاريف شويا)



أ. حمود الباشان
hm555mh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق