هل تغير الشيخ ؟!!!
مجالس الصالحين .. جنان الله في الأرض ، يحبر كل من دخلها ، هي عبق للنفوس وزاد للارواح ، ترتقي فيها العبارات وتموت في سوائها الشهوات والشبهات ، كأنها الماء للسمك والهواء للإنسان ، عدو الله لايفرح بها ويحاول بكل سبيل أن يفرق الجمع ويستفرد بالفرد .
وأنا جالس في إحداها ، تفاجأ عقلي وأنا أسمع من شاب ينبض وجهه فتوةً حينما قال : لقد تغير الشيخ !!! عدت إلى عقلي بعد أن انتفض وهدأته لمّا كاد أن يطيش ، فلما سكن عقلي من زئيره أخذ يسألني : أهذا الشاب يعرف الشيخ حق المعرفة قبل الأحداث التي يسردها وبعدها ؟!! أهو بمنزلة الشيخ في العلم والفقه والحلم ، حتى ينتقده ؟!!! أعاش مع الشيخ لحظة بلحظة مع كل حيثيات حياته وعصره ؟!!! هل الشيخ باح له بخواطره حتى يحكم عليه ؟!! ثم هو لم يبرر لماذا تغير الشيخ وهل تغير الشيخ فعلاًًًًً ؟!!! هل قرأ كل ماكتب وسمع كل كلامه حتى يحكم عليه بالتغير ؟ أم أنه يسمع من أناس يحسبهم علماء وهم لم يتجاوزوا ماجاوزه الشيخ من العلم لدقائق العلوم وعظيمها ، ثم لنفرض أن الشيخ تغير وأنت ياشاب لم تكن ناقداً وتريد معرفة شيء عن الشيخ ، ماذا تفعل ؟! رددت لعقليبـ(لاأعلم) فرد سريعاً : يقرأ ماقاله علماء الأمة في هذا العالم وليس لشيخ واحد أو اثنين ، فلن يجتمع العلماء على تبديع أو تفسيق أي شخص كان إلا وهو مستحق لذلك وظاهرة لديهم الحجج ومستوفٍ شروطَ التبديع ... ويروي حب المعرفة لديه .
-حسناً اسمح لي ياعقلي أن أسألك سؤالاً جوهرياً ؟-حسناً اسأل .-لماذا بعض شباب الامة يلتفون حول مايظنون أنهم رموز وهم ليسوا كذلك ؟ لماذا لايتجه الشباب إلى الرموز الحقيقيين الذين يعملون بعلمهم ولايخافون في الله لومة لائم .-أنا سأجيبك عن السؤال ولكن أجب عن أسئلتي سريعاً واذهب إلى الشاب في مكان تكونان وحدكما وانصحه بلفظ لطيف لايخالطه شيء للنفس والهوى وخوّفه من خطر كلامه على السامعين ، لأن الناس إذا فقدوا الثقة بعلمائهم ضلّوا ، انصحه حتى لاتموت شعيرة النصيحة التي تقوم اعوجاج الناس وتقيمهم على اتباع الدين ، فالدين النصيحة ...
حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق