الخميس، 14 أغسطس 2008

يوم طالب جامعي (بلا تعليق)
في زحمة الأيام والوقت يداهمك فلا تستطيع فعل شيء , في تلك اللحظات تحس بقيمة الوقت بل تحس بقيمة الثواني واللحظات , تجري سريعا لتنهي أعمالك قبل الفوات وتغضب حين يأتيك شخص يريد أن يحادثك ويستأنس معك وتقول في نفسك : أوووووه ما الذي أتى به في هذه الساعة ألا يذهب ويشغل نفسه بأي شيء ولو حتى بقراءة قصص أفضل من إشغال الآخرين .
تبدأ بالترحيب والمجاملات وتجلس تحادثه تاركاً أشغالك وتحتسبها مسامرة ضيف ، يمضي الوقت الساعة تلو الساعة حتى يصل إلى الواحدة فإذا به يقول : أعذرني إن سببت لك ضيقاً أو أزعجتك في زيارتي وأنت ترد مطأطأ الرأس متعب الجسم منتفخ العينين : بالعكس ياأخي آنستنا وشرفتنا ؛ ينهض من مكانه يريد المغادرة فإذا بك تقفز كالمجنون ، إلى أين تذهب يافلان ؟؟!! الليل في أوله وتحلف عليه بأن لايذهب وبكل وقاحة مايفعل إلا أن يبتسم ويقول : أريدك أن تصوم ثلاثة أيام ، تصبح على خير وتبذل قصارى جهدك في أن يبقى ولايفعل .
تتركه يذهب وإذا أنت منهك لاتستطيع أن تقرأ ولاحتى سطراً واحداً ، تتجه إلى الغرفة لابساً ثياب النوم متمدداً على الفراش في إغفاءة ثم نومة سريعة ، تفتح عينيك وإذا بالساعة السابعة والربع فلا صلاة فجر ولاهم يحزنون ، تصلي سريعاً وتذهب إلى الإختبار مرتبكاً خائفاً وتحس حينها بالخيبة والندامة على تفريطك .
تأتيك الأسئلة بعدما يجف ريقك وتتصبب عرقاً لعدم وجود مكيفات في القاعة ، وبعدما يصب عليك الدكتور وعلى الطلاب سيلاً من الصرخات والكلمات البذيئة وكأنك **** ـ أكرمكم الله ـ جالس أمامه ، تتحلى بالصبر مع ابتسامة صفراء لئلا يحيلك إلى مجلس تأديبي . تأتيك الأسئلة ودفتر الإجابة وتمسك بالأسئلة في يد واليد الثانية على رأسك .
تقرأ ولا تفهم شيئا ثم تقرأ مرة أخرى وثالثة ورابعة ثم تستدعي الدكتور ليقرأ لك بعض الأسئلة التي تضنها في تخصص غير تخصصك ، تمسك برأسك المتورم وتدلك عينيك تبحث في ذاكرتك ولا تجد شيئا يكتب .
بعدها تستعين بالله وتبدأ تقعد قواعد ونظريات جديدة لم يسمع بها لا المشرق ولا المغرب وتتذكر كلام صديقك حينما قال لك : لاتدع الورقة بيضاء بل املأها ولو بكلام فارغ ، فإن بعض الدكاترة يكتفي بنظرة إلى ورقة الإجابة فإن هي امتلأت بالحبر فقد حالفك الحظ (أي أخيه أكتب حتى تكل يدك) سَلّمها مبتسماً ابتسامة المنتهي من عمل شاق كان يظنه لاينتهي .
رجع إلى البيت ودخل غرفته ثم أغلق بابها وراح في نومة هنيئة ليذاكر ليلا مع ضيف جديد...
حمود الباشان
hm555mh@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق