الخميس، 14 أغسطس 2008

لاتقتل البسة !!!

لاتقتل البسة !!!



رجعت بأهلي إلى البيت بعد تسوق متعب وشاق ونحن في آخر أيام رمضان والناس مكتظة في المحلات وكأنهم لالباس لهم ولاتحوي بيوتهم العشرات من الملبوسات لكنها للأسف ذهب وقتها بانقضاء زمن الموضة !!! وأنا أتساءل لماذا لايتسوق هؤلاء البشر في بداية الشهر ؟!!!
اكتظت سيارتي بالأنفاس وتجمع بخار الزفير والتصق بزجاج السيارة وأحدث عازلاً طليّاً لايُرى من خلاله ، هذا يتأفف من الضيق وتلك تصرخ من الضغط على ركبتها ، والأم تندب حظها لموافقتها للمجيء إلى السوق مع بناتها اللاتي بقين حائرات أمام الأزياء الجديدة والموديلات الحديثة كعادتهن ، وأنا لاأزال أُصبّر نفسي لئلا أنفجر غضباً طوفانياً وأبوء بسخط ربي أولاً ثم بسخط أمي ثانياً ...
ونحن بهذا الجو المشحون وأمي تصبّر أخواتي الصغيرات بأننا سنصل قريباً ، وهي تستغل بعض المواقف التي مرت بها في السوق لتلطف الجو الساخن من التأفف والشكوى ولتنبه بناتها ببعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض الفتيات في السوق لتقول : رأيت فتاة ساذجة غِرّة تمشي وهي تتلفت يمنة ويسرة ولاتعبأ بكلماتها وحركاتها ، وهذا قد يشجع بعض الشباب لمغازلتها أو إطلاق كلمات سافلة حقيرة تعبّر عن حبهم كما يدّعون ، وذلك الطفل الضائع الذي خلع قلبي من شدة بكائه وقد اغرورقت عيناه بدموعه وصراخه الحاد ، حتى وجدته أمه المفجوعة بفقد ولدها ، ولثمته وضمته إلى صدرها وأخذت تبكي فرحاً في تراجيديا عجيبة ، وذلك البائع الحقير المستميل لقلوب الفتيات بألفاظ ترحيب بالبداية تتلوها عبارات جذابة رومانسية تستميل القلوب الخاوية فتتمكن ، حتى هزأته وجعلت منه فأراً نجساً يضحك منه الناس .
بعدما اقتربنا من البيت قالت أخواتي : خالد اشتري لنا بطاطس (حرّاق) وعصيراً غازياً ، هدأت من سرعة السيارة ، وأوقفت عند محل المواد الغذائية قائلاً : هيا انزلن واشترين ماتشتهينه ... وتحركنا نحو البيت وأنا لم أكن أقود السيارة بسرعة عالية ، وفجأة خرجت قطة من بين الشجر بين الطريقين ، وهي تجري جرياً سريعاً ... صرخت أمي بي منبهةً إياي لئلا تجعلها العجلات جثة مبعثرة الأشلاء والدماء وأنا منتبه لها مغيّراً اتجاه السيارة وكابحا لفراملها ، وقد مرقت برشاقة من تحت السيارة حتى وصلت للجهة المقابلة ، أما نحن شربنا شمس العصر الفاقعة في ليل بهيم من خوفنا من قتل هذه الكبد الرطبة والكائن اللطيف مع ماتفعله بنات جنسها من أذى ونجاسة للبيوت ونقل المرض لمن يعتني بهن ، لم نكن نعيش بالدول المتقدمة كما يقولون حتى نحترم القوانين غصباً عنا خصوصاً حقوق الحيوان ولايهمّنا كل مايقولونه ولانهتم له بقدر مانهتم لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكلماته التي جاءت رحمة للبشر كل البشر بل كل الكوائن ، هذا عطفنا على الحيوان فهل يعطفون هم على الإنسان في العراق وفلسطين وأفغانستان ، نحن من نستحق بحق كل جوائز العطف على الحيوان والإنسان ، هل توافقني الرأي ؟!!



حمود الباشان

hm555mh@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق